السبت، 5 مارس 2011

إضاءة في سقوط النظام المصري

إضاءة في سقوط النظام المصري

حينما تتوالى الأحداث ويسقط فيها الأفراد والجماعات ويختفي البعض من الحياة السياسية وربما من مسرح الحياة كاملة في بلد ما وتختفي معهم سياسات وتذهب معهم إرادة برزت أو تشكلت في ظل وجودهم على قمة السلطة وتأتي أرادة جديدة وقدرة جديدة غالباً تكون مغايرة للإرادة السابقة .أرادة تفرض توجهاً جديداً وتحدد أهدافا جديدة وتشترك قيادات جديدة في تخطيط جديد وتنفيذ جديد ومستفيدين جدد في دائرة أوسع . تشمل كافة أبناء الوطن الواحد باعتبار أن زمن الفرد والنخبة والحزب الواحد والأسرة الحاكمة البعيدة عن الشعب ومطالبة بدا يتلاشى،و باعتبار حين يسقط رموز النظام في بلد ما وبالطريقة التي سقط فيها رموز النظام التونسي والنظام المصري . لنهج الظلم والقسوة وتجويع الشعب وتكدس الثروات الوطنية مع رموز الأنظمة . فالقادم البديل سيعمل على نقيض ما قام بة النظام السابق . متجنباً أخطاءة وسياساته التي أودت إلى تدميره . وفي أطار كل هذا فان الغضب والتذمر من مناصرين التغيير قد يبلغ مدى بعيد وقد لايخلو من إفراط في القدح برموز النظام الذين تم إسقاطهم . من أبناء جلدتهم لأسباب ودوافع تتداخل ويطول الكلام حول موضوع مثل هذا ، وقد يصدر قدح في نظام ما من خارج الوطن الذي كان يحكمه ذلك النظام ، مثلما حصل من قبل الكثير من الدول العربية والإسلامية . فقد سمعنا التعليقات الرسمية على ما حدث في جمهورية مصر .
والفرق بين قدح من هم في الداخل والقدح الأتي من الخارج كلاً له خلفيته ، فالأول لأنهم من تعايشوا مع النظام الذي اسقطوة وكانوا مرءوسين له وهم من عانوا منه على مدار ساعات اليوم ولمده ثلاثون عاماً . وما الإفراط المحتمل في القدح للنظام الذي اسقطوة الابسبب الاختلاف بين الإرادتين السابقة والجديدة ، وأما الثاني وكما لاحظت من القدح الذي صرح بة سماحة الأمام السيد علي خامنئي مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية ، وما صرح بة سماحة السيد أمين عام حزب الله وقائد المقاومة الإسلامية في جمهورية لبنان حسن نصر الله ، والتصريحان جاءا من خلفية ذو ثلاث اتجاهات الأول معلومات مخابراتية لدى النظام الإيراني ولدى حزب الله منها قد يكون سري ومنها ما يعلمه القاصي والداني كعلاقة النظام المصري مع إسرائيل الذي أسفر عن اضراربابناء غزة المجاهدين وشوه مكانة مصر . والاتجاه الثاني لان الأرضية المعرفية التي يقف عليها النظام الإسلامي الإيراني بإيران من أهم جزئياتها الدين والأخلاق أي أنها دولة تربوية ذو أخلاق ، وكذلك حزب الله بالإضافة إلى خصوصية حزب الله كحزب مجاهد في الميدان يأبى الظلم وذو باس شديد مما يجعل القيادة الإيرانية وحزب الله يأبيان سياسات النظام المصري التي تم إسقاطه. والاتجاه الثالث العلاقة بين النظام المصري الذي تم اسقاطة مع دولة إيران الإسلامية وحزب الله وكل دولة تقف في خط الممانعة للمشروع الأمريكي في المنطقة . تلك العلاقة التي نعلمها جميعاً بأنها كانت غير حميمة من قبل النظام المصري وفي مقدمتهم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك الذي وقف ضد المقاومة وخط المقاومة بهدف مصلحة تحقيق سياساته واقعاً في فخ التزيين الشيطاني الأمريكي لمواقفه من ذلك كله كانت البيانات بما فيها من قدح لرموز النظام وفي مقدمتهم زعيم النظام محمد حسني مبارك وكل من علق وعبر واصدر بيان سوى من داخل الوطن المصري أو من خارجة وسوى كان كل ذلك صحيحاً وكاملاً أو ناقصاً أو اغفل شيئا منةً . لأنة لم يكون وقته أو لأنة غير مهم اثنا ذلك السياق ، أود أن أقول مالم يتطرق إلية وتحديداً في ما يخص الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك أقول ذلك أسهاما مني علة أسهاماً فيه توضيح من حق الأجيال ومن حق من سمعوا مختلف البيانات والتصريحات والتعليقات أن يسمعوا ويقرؤوا بقية الآراء .
فأقول أن حسني مبارك يجب أن ننظر إلية كزعيم لدولة كبيرة كمصر بثقلها السياسي على مستوى المنطقة العربية والمستوى الدولي . وبثقلها العلمي على مستوى كل الميادين ويثقلها الشعبي الذي يبلغ تعداده خمسة وثمانون مليون نسمة وبما يتميز من أصالة تاريخية واسهامة في الحضارة الإنسانية ، وبثقلها العسكري والحربي . عدداً وعدة وتكنولوجيا . وبالتالي فمبارك لم يكن مستبد جاهل أي لم يكن همة طوال ثلاثين عاماً سوى شراء حب المصريين لذاته أو إجبارهم على أن يحبو ذاته وكل ما ينجزه يسيرة في هذا الإطار بل لدية من الحنكة والدهاء والمعرفة وصفات القيادة ما أهلة ليحكم بلد مثل مصر ثلاثون عاماً وهو رئيساً وفي ظل وجود جيش قوي ووطني وقومي مثل جيش مصر ، وان الخطأ يكمن في تقديري ليس في أنة كان لايفهم وأنة مستبد لجهلة وان كل همة إجبار شعب مصر على تعظيمه . بل يكمن الخطأ في أن محمد حسني مبارك قد أحب مصر بطريقته الخاصة ولم يسمح للإطراف الأخرى أن تشاركه ذلك الحب بل قمع من حاول أن يشاركه حب مصر والمصريين من وجهت نظر أخرى ، لذلك نلاحظ صمت قيادة الجيش على سياسته طوال فترة حكمة بل واحترامه إلى آخر لحظة وبتوازن ونضج وطني مسئول .بين احترام زعيم النظام والولاء للشعب والوطن . نعم لقد انفرد محمد حسني مبارك في ذلك الاتجاه الخطير النابع من عاطفة كلها أنانية اكتسبت مع الوقت الغرور. الذي لم يتوقع مبارك كارثيته في 25يناير 2011م
فكان لتلك العاطفة المغمسة بالأنانية المفرطة وحب الأنا . والتفرد في خدمة مصر والمصريين ولو بالوقوع في المحظور وسير رموز نظامه على نهجه وتنفيذهم لأوامره و في الطريق الذي حدده هو، فكانت الأخطاء الفادحة في سياسته الداخلية والخارجية التي تفوق أخطاءة في الداخل المصري فعلى المستوى القومي لا يستطيع احد أن يدفع عنة تهمةً الخيانة حينما نعلم بتخاذله نحو الإخوة الفلسطينيين وخاصة في غزة . ذلك التخاذل الناجم عن علاقته مع إسرائيل وهي علاقة ما كان لها داعي , من وجهة نظرنا أما من وجهة نظره وبسبب حبه لمصر فقد رأى أن تلك العلاقة لابد منها لأنه سيجني ثمارها من دعم أمريكي معنوي ومادي , وعائدات تجارية من إسرائيل إلى مصر ترفد الاقتصاد المصري . إضافة إلى انه سيكون في قائمة الزعماء الصانعين والحاميين للإسلام وهكذا وقع في المحظور محمد حسني مبارك نتيجة عاطفته الأنانية نحو وطنه وشعبه وقمع الآخرين من مشاركته في خدمة مصر فتعثر ووقع في أكثر من فخ وما كان يعلم لأنة ولج في مرحلة تضخم الذات معتبراً نفسه الزعيم الأوحد الذي خدم بلدة وشعبة وجنبهما الكوارث وقد تجلى كل ذلك بعد سقوطه . لذلك ما أتمناه لإخوتنا المصريين أن يتشاركوا في خدمة مصر أرضا وإنسانا فلا يقعوا في ما وقع فيه نظام محمد حسني مبارك من الأخطاء التي جعلته في دائرة الاتهام وأخرجت مصر من دورها القومي . والى هنا أورد بعض ايجابيات مشهد الأحداث في مصر منذ 25 / 1 / 2011 م وحتى 11/ 2/2011 م في عدة أمور :-
- عدم استخدام الرئيس محمد حسني مبارك للجيش ضد من بدئوا يتحركوا لإسقاطه كرئيس جمهورية ومطالبتهم بتنحيه من المسرح السياسي كاملا مع رموز النظام . ولا استخدامه حتى لقوات الحرس الجمهوري المرتبطة به وعلى مدى سبعة عشر يوما من ثورة الشعب لم يبدر شئ يبين انه حاول استخدام ذلك حتى يبقى رئيسا للجمهورية . رغم قدرته على ذلك لمكانته لدى قادة الجيوش.
- محاولته على مدى سبعة عشر يوما في استخدام المنطق في مخاطبته للشعب المصري مبينا في ذلك دوره ومناشدا المصريين في الحفاظ على أمن المنطقة في مصر والممتلكان الخاصة والعامة , والحقيقة انه بموقفه ذلك قد أبدى سلوك مدني متحضر أكد علية باختياره في التنحي عن الحكم حينما رأى عدم جدوى خطابه المنطقي وأسلوب الإقناع عبر عدة نشاطات متناغمة للقيادات المصرية كانت من أروع ما يكون في إطار مواجهة الأزمات وفي ظل التصعيد الشعبي وتزايد الغضب والمطالبة بالتنحي كمطلب رئيسي . فكان تنحية موقف يحسب له . فقد وصل إلى خيارين التنحي أو مواجهة شعبه فاختار التنحي وهو موقف يحسب له كما بينت . لأنة ترك شعبه يحقق مصيره وترك الجيش كما هو جيشا وطنيا قويا يقوده قادة عباقرة .تجري في دمائهم المسئولية الوطنية يعلمون ماذا يعني وطن وماذا يعني شعب وماذا تعني عقيدة أمة وحضارة أمة وثقافة أمة ومكتسبات شعب عريق , قد وقعت جميعها هذه المفردات ضمن مسؤولياتهم التي يجب أن يرعوها حق رعايتها وقد فعل ذلك المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية وكل قادة الجيوش في المستويات الأدنى ,لقد ترك محمد حسني مبارك كل ذلك بل والمتابع والمدقق في خطابة الأخير يجد فيه أشارات مفادها أنة يقول لشعب مصر افعلوا في حقي ما تريدون ولكن لتكون مصر بالنسبة لي ارض الحياة والممات هذه العبارة فيها الكثير المتعلق بعاطفته نحو مصر والمصريين من أشعلوا ثورة 25يناير2011 أبناء الكنانة من سيأتي منهم النجباء . فدمتم شعب عظيم وأصيل ودامت ثورتكم العظيمة ودام جيشكم وقيادته الذي بلغ ذروة النضج الوطني والشعور بالمسؤولية فقد كنتم أعظم درس يستفيد منة الشعوب المثبطة أرادتهم فكنتم المعلمون حتى زعيم النظام الذي أسقطتموه قد تنحى بطريقة لم ترفع كلفة ثورتكم السلمية مادياً ومن دمائكم ولذلك لم يكن موقفة بعيداً عن جزئيات الدرس الذي كان لكم شرف صناعته .




رائد متقاعد

يحيى احمد صالح سفيان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق